- السيرة / ٠1السيرة النبوية
- /
- ٠2فقه السيرة النبوية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
قصة أم معبد:
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس فقه السيرة النبوية، ننتقل إلى حديث أم معبد.
مَن هي أمُّ معبَد ؟
قصة أم معبد وردت في كتب السيرة، النبي عليه الصلاة والسلام في طريق الهجرة إلى المدينة، أو في القسم الأخير من الرحلة مر بخيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة جذة، الحياة في البادية قاسية جداً، والمرأة في البادية تكون أيضاً قاسية، تحتبي والاحتباء كما قالوا: حيطان العرب، أي أن الإنسان في الخيمة ليس هناك جدران يستند إليها يضع يديه أمام ركبتيه ـ هكذا ـ فيتوازن، لذلك قالوا: الاحتباء حيطان العرب، ثم تطعم، وتسقي من يمر بها، وهذا مِن عادات كرم، لذلك العرب كان في الجاهلية كرماء جداً، وكانوا شجعان، وكانوا شرفاء، هم في الجاهلية.
أغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
فائدة دعوية: الاهتمام بمن فيهم خيرٌ:
هناك قصص رائعة جداً، لذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءه إنسان كان مشركا ًوأسلم يقول له:
(( أسلمت على ما أسلفت من خير ))
وكان يقول عليه الصلاة والسلام:
(( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ))
ماذا يفيدنا هذا الكلام ؟ أنت أيها الأخ المسلم إن رأيت صديقاً لك أو زميلاً أو قريباً لا يصلي، وليس ملتزماً إطلاقاً، لكنه لا يكذب، لكنه يحب خدمة الناس، لكنه لا يخون، لا يأخذ ما ليس له، تعجبك صفاته ولا تعجبك عبادته، لا يصلي، أنا أنصحك: هذا الإنسان اهتم به، لأن أخلاقه الفاضلة هذه سوف تقوده إلى الإيمان، لذلك قال النبي الكريم:
(( أسلمت على ما أسلفت من خير ))
وقال:
(( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ))
والذين أسلموا مع رسول الله، وكانوا أبطلاً كانوا في الجاهلية أخلاقيين، إذاً اِطمع واعتني بكل من حولك ممن كان أخلاقياً، وقد ورد في القرآن الكريم آية دقيقة ، بعضهم يفهمها بشكل دقيق، قال تعالى:
﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾
الصالح الذي لا يكذب، والذي يرحم الناس، والذي لا يخون، والذي يحب أن يقدم خدمات للناس هذا إنسان صالح، لو لم يعجبك دينه فهذا سينتهي به صلاحه إلى الإيمان، لذلك اعتنِ به.
كرم أم معبد ومعجزة النبي في حلب الشاة العجفاء:
فأم معبد وزوجها أبو معبد كانوا كرماء، وكانوا يطعمون كل من يمر بهم يسألها النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر، هل عندك شيء نشتريه منك ؟ مسافة طويلة، الآن تركب سيارة مكيفة، والسرعة 180 كيلومترا، تحتاج إلى أربع ساعات ونصف، أما المسافة فيقطعها الراكب على ناقة في 12 يوماً، فقالت: والله لو عندنا شيء ما بخلنا به عليكم، والشاء عازب، أيْ ليس في ضرعها حليب، وكانت سنة شهباء قاحلة، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة، أيْ في طرف الخيمة، فقال: ما هذه الشاة ؟ قالت: خلّفها الجهد، فمن شدة هزالها وضعفها لم تستطع أن تذهب مع أخواتها إلى المرعى، خلّفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن ؟ قالت: هي أجهد من ذلك، قال: أتأذنين لي أن أحلبها ؟ ما هذا الأدب ؟! أيام يدخل إنسان يجلس على الطاولة مكان صاحب البيت يستخدم الهاتف مكالمة خارجية، ولا يستأذنه، قال لها: أتأذنين لي أن أحلبها ؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حليب فاحلبها، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها، وسمّى الله، ودعا الله فتفاجت عليه ودرّت، فدعا بإناء لها فحلب فيه حتى عَلَته رغوة، فسقاها فشربت حتى روَت، وسقا أصحابه حتى رووا، ثم شرب
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم:
متى شرب ؟ آخر الناس شرباً، كان عليه الصلاة والسلام في خدمة أصحابه، وكان واحداً منهم، وكان يقدمهم عليه، ومرة كان مع أصحابه في سفر وأرادوا أن يعالجوا شاة، فقال أحدهم: عليّ ذبحها، وقال الثاني: عليّ سلخها فقال الثالث: عليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليّ جمع الحطب، فقالوا له: نكفيك ذلك يا رسول الله، قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أصحابه.
كان إذا دخل عليه أعرابي لا يعرف من هو محمد، ماذا تستنبطون ؟ يجلس مع أصحابه على الأرض من دون أي تميز، فهذا السؤال له روايتان، الرواية الأولى:
قال الأعرابي: أيكم محمد ؟ فقال أحد الصحابة القريبين منه: ذاك الوضيء الذي به وضاءة في وجهه.
الرواية الثانية: قال النبي الكريم: قد أصبت، أنا.
إذاً كان متواضعاً، كان مع أصحابه قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
مرة وهو قائد الجيش، وزعيم الأمة، ونبي الأمة، وآخر الرسل، وبعد الإسراء والمعراج سيد ولد آدم، سيد الخلق، وحبيب الحق، في بدر الرواحل قليلة والصحابة أكثر من ثلاثمئة، فقال:
(( كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة ـ سوى نفسه كجندي في هذه المعركة ـ فركب الناقة، وانتهت نوبة النبي في ركب الناقة، أراد أن ينزل فتوسلا صاحباه أن يبقى راكباً، فقال كلمة والله لو رددتها ألف مرة لا أرتوي منها، قال: ما أنتما بأقوى مني على السير ))
كان يتمتع بلياقة عالية جداً.
(( المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأحَبُّ إلى اللَّهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيف ))
(( ما أنتما بأقوى مني على السير، ولا بأغنى منكما على الأجر ))
أنا أريد أجر المشي.
أحيانا يطلق الله لسانَ الإنسان فيترفّع عن أي عمل صالح يراه تافهاً، هو للدعوة فقط، لإلقاء الكلمات، ليجلس في الصف الأول دائماً، ليُحترم، ليقوم الناس له، أما أن يطعم قطة مثلاً، أو أن يسعف كلباً مقطوعاً، أو أن يقوم بخدمة مسجد فهذه هو فوق ذلك، سيد الأمة، وحبيب الحق، قال: ولا أنا بأغنى منكما عن أجر المشي، أريد أن أمشي كي أكسب الأجر مثلكم، هذا التواضع.
إنّ أيّ داعية أيها الإخوة لا يقلد النبي عليه الصلاة والسلام في سيرته مع أصحابه لا يفلح، فإذا كان ثمة إنسان على الأرض يستحق أن نخدمه بلا مقابل كان هو رسول الله، ومع ذلك خدمه سيدنا ربيعة، وفي اليوم السابع قال: يا ربيعة: سلني حاجتك، قال: أمهلني يا رسول الله، فأمهله، فلما سأله ثانية قال: ادعُ الله لي أن أكون معك في الجنة، قال له: من علّمك هذا ؟ النبي يقصد حاجة مادية، لأنه خدمه، شعر النبي عليه الصلاة والسلام أن خدمة ربيعة له دَين عليه، هناك من يقول: لي عليكم فضل، تعالوا قدموا لي خدماتكم، هذا بعيد عن أصول الدعوة بُعْد الأرض عن السماء، يجب أن تكون في خدمة إخوانك، يجب أن تكون آخرهم شرباً، سقى أم معبد، وسقى أهل البيت، وسقى أصحابه، ثم شرب آخر واحد منهم.
إخواننا الكرام، معركة الخندق كانت من أقسى المعارك، أصحابه جاعوا جوعاً شديداً، وبردوا برداً شديداً، والخطر كبير جداً، والإسلام قضية ساعات، وينتهي حتى أن بعض الذي كان مع رسول الله قال: أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ؟ كأنه انسلخ من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ﴾
الجوع شديد جداً، والبرد شديد، والخوف شديد، والخطر شديد، وجاءت قريش ومن لف لفها ليستأصلوا الإسلام كلياً، الإسلام بقي له ساعات، صحابي جليل يحب النبي حباً جما انسلّ إلى بيته عنده شاة صغيرة، وأمر أهله أن تذبحها، وأن تطبخها ليأكل النبي صلى الله عليه وسلم.
أنا تساءلت: هل يعقل أن يأكل النبي وحده أو مع صاحبيه ؟ مستحيل، وألف ألف ألف مستحيل، فهو جاء بها سراً، وقال: يا رسول الله، كل هذه أنت وصاحبك، فنادى لكل أصحابه، وكان في معركة، هذه من معجزاته الحسية، ما بقي واحد إلا وأكل، سبحان الله !!! المغزى أنه لا يمكن لنبي أن يتميز على من معه، أبداً، هو واحد منهم، لذلك قال بعضهم:
يا من جئت الحياة وأعطيت ولم تأخذ، يا من ملكت القلوب، يا من قدست الوجود كله، ورعيت قضية الإنسان، يا من زكيت سيادة العقل، ونهنهت غريزة القطيع يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع فعشت واحداً فوق الجميع، يا من كانت الرحمة مهجتك، والعدل شريعتك، والحب فطرتك، والسمو حرفتك، ومشكلات الناس عبادتك.
وجوب محبة النبي عليه الصلاة والسلام:
إن الذين افتدوه بأرواحهم لهم الرابحون، هؤلاء عرفوا قدره، فإذا عرفت قدر رسول الله فلا بد من أن تهيم به حباً.
واللهِ إنّ هذا الذي رسم النبي عليه الصلاة والسلام بصور لا تليق بمؤمن حينما يكشف له الغطاء يوم القيامة أنا أتصور أنه يقول لله عز وجل: يا رب لإرسالك بي إلى النار أهون علي مما ألقى، لا يحتمل، أعلمت من رسمت ؟ رسمت سيد الخلق وحبيب الحق، رسمت الذي أقسم الله بعمره الثمين، رسمت الذي عفا عن خصومه.
(( ما تظنون أني فاعل بكم قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
إخواننا الكرام، محبة رسول الله جزء من الدين، قال: والله يا رسول الله ـ سيدنا عمر ـ إني أحبك أكثر من أهلي، وأولادي، ومالي، إلا نفسي التي بين جنبي، فقال النبي الكريم: لما يكمل إيمانك يا عمر، إلى أن جاءه ثانية وقال: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي، وأهلي، وأولادي، ومالي، قال: الآن يا عمر.
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾
أحد أركان الإيمان أن تحب النبي العدنان، محبتك له دليل إيمانك، لأن الرحيم يحب الرحيم، والكريم يحب الكريم.
رحمة النبي عليه الصلاة والسلام بأصحابه:
مرة أحد الصحابة، اقبلوا مني هذه القصة، مع أنها غريبة جداً، كتب إلى قريش اسمه حاطب بن بلتعة: إن محمداً سيغزوكم، سرب معلومات، قبل الغزو، فاخذوا حذركم، فجاء النبي الوحي، وأخبره بما فعل حاطب، فطلب النبي الكتاب الذي أرسله حاطب مع امرأة خرجت من المدينة إلى مكة، تبعها صحابيان، وصلا إليها، أين الكتاب ؟ فأنكرت، فقال أحدهما: لنأخذنّ الكتاب أو لننزعن الحجاب، خافت فأعطتهم الكتاب، فتح الكتاب، حاطب بن بلتعة يقول: إن محمداً سيعزوكم فخذوا حذركم، جاؤوا بالكتاب إلى النبي الكريم، واستدعى حاطبًا، هذه بالتعبير الحديث خيانة عظمى، بكل الدول والشعوب والتاريخ والحاضر والماضي والمستقبل عقابها الإعدام، فإذا شاء الله في القريب العاجل أنْ هيأنا خطة لفتح القدس فرضاً، وسرّب واحد الخبر أن ثمة خطة، ماذا يفعل به ؟ إعدام، قال له: ما هذا يا حاطب ؟ فبكى، قال له: والله ما كفرت، ولا ارتدت، ولكنني لصيق بقريش، وأنا واثق أنا الله سينصرك، أردت بهذا الكتاب أن يكون لي عند قريش أحمي بها أهلي وأولادي ومالي، فقال عليه الصلاة والسلام: إن صدقته فصدقوه، ولا تقولوا فيه إلا خيراً.
هذه أخلاق أنبياء.
جاءه عكرمة، من أبوه ؟ فرعون قريش، عكرمة بن أبي جهل أبو جهل أكفر كفار قريش، وألد أعداء النبي، ولم يدع أسلوباً في التنكيل لرسول الله إلا فعله ومات عكرمة، قتل، جاء ابنه مسلماً، فقال عليه الصلاة والسلام: جاءكم عكرمة مسلماً فإياكم أن تسبوا أبا، فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت.
إذا كان أخ من إخوانك أبوه كان بعيدًا عن الدين بُعدًا كثيرًا فلا تحرجه، لا تحمر وجهه، ولا تقل: أبوك ما كان مؤمنًا ؟ ما كان يصلي ؟ كن لطيفاً، عتّم على الموضوع.
فلذلك من رأى النبي عليه الصلاة والسلام بديهة هابه، ومن عامله أحبه.
صحبة الصالحين أحد الوسائل القرب من الله:
بعض الصحابة خدم النبي عليه الصلاة والسلام حينما تنتهي مدة خدمته يقول له النبي: انصرف بعد العشاء، من شدة تعلقه برسول الله يبقى نائماً على طرف الباب، هذه الكمال، لو التقيتم بإنسان موصول بالله تجدون فيه الأنس، والروحانية، والمحبة، والكلام الجيد، والتعليقات اللطيفة، تشعر بأنس لله عز وجل، لذلك قالوا: صحبة الصالحين أحد الوسائل القرب من الله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾
صحبة الصالحين وسيلة من وسائل القرب من الله عز وجل، يؤكد هذا أن سيدنا حنظلة كان في أحد طرق المدينة يبكي، رآه النبي عليه الصلاة والسلام، قال له: ما لك يا حنظلة تبكي ؟ قال: نافق حنظلة، قال له: ولمَ ؟ قال نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين، فإذا عافسنا الأهل ننسى.
حال المؤمن بالجامع حال متألق، يحس بإقبال، وبأنس، وبمحبة لله، يعقد نيات طيبة جداً، فسيدنا الصديق من كماله قال له: أنا كذلك يا أخي.
أحيانا يشكو لك إنسان ابنه، فتقول له: لا، أنا ابني الحمد لله راقٍ جداً، وفهيم، خفف عنه قليلاً، قل له: والله هذه مشكلة عامة.
قال له: أنا كذلك يا أخي، انطلق بنا إلى رسول الله، فلما عرضا على النبي هذه المشكلة قال عليه الصلاة والسلام:
(( أما نحن معاشر الأنبياء فتنام أعيننا، ولا تنام قلوبنا، أما أنتم يا أخي فساعة وساعة، لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحكتم الملائكة ولزارتكم في بيوتكم))
فأنت حينما تأتي إلى المسجد لتستمع إلى درس علم، إنك تُشحن كما يُشحن الهاتف الخلوي.